الذكرى المئوية للخليفة احمد بدر- للكاتب حسب الرسول الطيب

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الاستاذ الخليفة أحمد بدر في ذكراه المئوية
(سيرة تعريفية مختصرة)
هو الابن الاكبر للاستاذ الشيخ العبيد محمد بدر من زوجته الاولى وابنة عمه ستنا بنت العجيل ولد في 1244هج بقرية الحوارة بالقرب من شندي حفظ القرآن الكريم وهو طفل صغير بخلوة والده الشيخ محمد بدر العبيد بالنخيرة الاولى ودرس العلم بقرية كترانج على آل الشيخ عيسى الانصاري ومن ثم مسك السوط معلما للقرآن في مسجد والده بالنخيرة ثم انتقل معه الى ام ضوبان ليؤسس معه مسجده الثاني والذي لايزال قائما حتى اليوم تشرق منه شمس القرآن لتشع على العالم في كل مكان.
ارتبطت حياة الخليفة احمد بوالده وظل ملازما له في تجانس عجيب توفرا على خدمة القران الكريم وتجردا في خدمة واصلاح ابناء المسلمين وتنسكا وتعبدا لله العلي العليم في صورة من اندر الصور التي يحكيها الحكاة ويتناقل مآثرها الرواة؛ ونظرا لجانب اللين والرفق الشديد الذي اثر عن الاستاذ الشيخ العبيد بدرتولى الخليفة احمد الجانب الآخر المعادل حيث اشتهر بالقوة والصرامة وشدة البأس والمصادمة حتى لقب بالحربي وكان بحق وحقيقة رجل المهمات الصعبة المتصدي وحده لكل المعتدين مهما كثروا حتى أشتهر ببلاع المية أي المائة. واذا جاز لنا القول ان الشيخ العبيد بدر هو مؤسس الطريقة البدرية والمدينة القرآنية القائمة الان بام ضوبان يكون ابنه الخليفة أحمد ليس المؤسس الثاني فحسب بل المؤسس الشريك الذي يقف على نفس المستوى وكان والده الشيخ العبيد يشير دائما الي ذلك ويقول أحمد أبني لكنه في بعض مرآت يكون أبي ويقول أنا وأحمد ابني فقراء وياتي من بعدنا أمراء وهكذا .اشتهر الخليفة أحمد أكثر من غيره بالعبادة والنسك والفناء في ذات الله وكان راهبا بالليل فارسا بالنهار ؛ كان القائد العسكري الاعلى لجيوش الشيخ العبيد التي ناصرت الامام المهدي عليه السلام وكسرت شوكة جنود غردون في المعركة الفاصلة التي وقعت على مشارف مدينة ام ضوبان حيث يخلدها الان نصب تذكاري وتولى خلافة والده في ظروف عصيبة أدخلته في عدة مواجهات مع خليفة المهدي استخدم فيها بيانه وسنانه وخرج منها منصورا؛كذلك دخل في مواجهة مع المستعمر بعد زوال المهدية حيث كان الخوف على اشده من ظهور مهديا جديدا فارسلوا له سلاطين باشا الذي فر منه مذعورا بعد ان كان ينوي التنكيل به.
مكث الخليفة أحمد خمسة وعشرون عاما في خلافة والده مشرفا على تعليم القرآن الكريم وارشاد المسلمين وفق المنهج الصوفي وتعاليم ابي حامد الغزالي والشيخ عبد القادر الجيلاني وأجاز ثمانية عشر شيخا في ارشاد المسلمين من جهات السودان المختلفة وامتد ارشاده بالنسب الى جهات اخرى حيث قام ويقوم أبناءه واحفاده ومن يلونهم حتى اليوم بنشر تعاليم الاسلام ورفع رآيات القرآن واقامة المساجد والزوايا والتكايا في أي مكان يصلونه وتطأه أقدامهم (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربها)
تزوج الخليفة أحمد من ابنة عمه فاطمة بنت الفقيه سعد الجمري وله منها محمد الكبيرومصطفى وعمر وعلي كما تزوج من ام هانئ بنت الشيخ محمد سليمان العسيلاوية وانجب منها ابنه البكر وخليفته الاول المقدم سعد وبه كان يكنى والخليفة الحسن والخليفة الحسين والصديق والشيخ ادريس والخليفة الشيخ النظيف الذي نال مناله وورث أحواله كذلك تزوج من ام الحسن بنت الحاج حامد الجعليه بحجر العسل جهة شندي وله منها الفقيه صالح والفقيه بان النقاء ؛ ثم زوجته فاطمة بنت غناوة ام محمد الصغير وزوجته خديجة بنت ابو سبيب ام دار الخلود.
توفى الاستاذ الخليفة أحمد بدر في 18ربيع الثاني 1327هج ودفن بخلوته بام ضوبان جوار المدرسة القرآنية التي أوقفها على روحه ابنه الخليفة الشيخ النظيف وخلوة النفقة التي يقوم على خدمتها محبه أبجكة وأبناءه وأحفاده حتى اليوم؛ وقد خلف السيرة العطرة والكرامات الظاهرة المشتهرة بعد أن أفنى جواهر لحظات حياته في شهود مولاه لا يزيغ عنه طرفة عين؛ اللهم أحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .

كتبه افقر العبيد الى عطاء السيد حسب الرسول الطيب الشيخ
12ربيع الثاني 1427